بشار الأسد هو رئيس الجمهورية العربية السورية الذي ورث حكم البلاد في السابع عشر من تموز عام 2000 بعد وفاة والده حافظ الاسد الذي استولى على السلطة بانقلاب عام 1970. ورث بشار عن والده شبكة من أجهزة المخابرات الوحشية يرأسها بكل عام شخصيات علوية موالية للأسد. إن نظام الأسد مزيج معقد لا ينفصل عن النخبة الحاكمة والجيش وأجهزة المخابرات الوحشية التي تدين بالولاء لعائلة الأسد دون سواها.

درس بشار الأسد الطب في جامعة دمشق وتخرج كطبيب عيون في عام 1988، ثم خدم بعدها كطبيب في مشفى تشرين العسكري. وفي عام 1992 سافر إلى لندن لمتابعة دراسته. ثم في عام 1994، قُتِل باسل – شقيقه الأكبر والذي كان الأقرب على ما يبدو لخلافة والده – في حادث سيارة مما مهد الطريق امام بشار ليرث الحكم بعد توصية روسية لوالده.

يعتبر بشار الأسد مسؤولاً عن قتل وتشريد وتعذيب نصف الشعب السوري على الأقل منذ بدء الاحتجاجات السلمية عام 2011 والتي عرفت باسم الثورة السورية، بالإضافة إلى جرائم حرب دولية وإنسانية تشمل القصف اليومي والهجمات الكيماوية ضد المدنيين العُزل وقصف المشافي وغيرها منذ آذار/مارس 2011. وفي استقصاء أجراه مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، قالت المفوضة نافي بيلاي أنه هناك أدلة على التفويض لارتكاب جرائم حرب في سوريا صادر عن أعلى مستوى في الحكومة السورية بما في ذلك رأس النظام.

وكان الأسد قد أصدر أوامره بقصف الغوطة الشرقية بالسلاح الكيماوي يوم الحادي والعشرين من آب/أغسطس 2013 حيث أشارت التقديرات آنذاك الى مقتل ما يزيد عن 280 مدنياً على الاقل. وبحسب تحقيق مشترك -لم ينشر- قامت به الأمم المتحدة ومنظمة حظر انتشار الأسلحة الكيمائية وحصلت عليه وكالة رويترز، فقد تم تحديد 15 شخصاً من المسؤولين عن استخدام السلاح الكيماوي في سوريا. وذكر التحقيق أن قرار القصف قد اتخذ من قبل الدائرة الضيقة للنظام بما فيها بشار الأسد وشقيقه ماهر. هذا ولدى كثير من الخبراء قناعة بأن الأسد سمح باستخدام السلاح الكيماوي في سوريا.

ويقول ستيفن راب سفير الولايات المتحدة الأمريكية لقضايا جرائم الحرب أنه قد تم جمع كنز من الأدلة ضد بشار الأسد أقوى مما جمعه الحلفاءُ ضد النازيينَ في نورمبيرغ. اشتهر النازيون بانهم كانوا يقومون بتوثيق جرائمهم لكنهم بحسب راب حتى هم لم يلتقطوا صوراً للضحايا بتفاصيل محددة. ( …) في حين ان هناك آلاف الصور لضحايا التعذيب على أيدي نظام الأسد وأزلامه.

و يُعدُ ملف صور قيصر والذي يحتوي على ما يزيد عن 55 ألف صورة توثق عمليات تعذيب تحت إشراف مؤسسات حكومية سورية والتي كانت الدليل الرئيسي في تشكيل قانون قيصر عام 2019 لحماية المدنيين السوريين، حيث انه كان من اقوى الأدلة الملموسة بالإضافة إلى شهادة حفار القبور حول وجود مقابر جماعية في سوريا والتي عمل بحفرها شخصياً كما وحدد موقعها بصور من الأقمار الصناعية. تضم هذه المقابر رفات معظم الـ610 آلاف ضحية الذين قضوا بفعل حملة نظام الأسد الوحشية على مدار أحد عشر عام.