كيفن داوز
شارك هذا الملف
الصفة: مصور صحفي
الجريمة المرتكبة بحقه: الاخفاء القسري والتعذيب
تاريخ ومكان وقوع الجريمة: 3 تشرين الأول/أكتوبر 2012، إدلب
الجناة: المخابرات العسكرية – نظام الأسد
كيفن داوز هو مصور صحفي أمريكي ذهب إلى سوريا في عام 2012 لتوثيق الصراع الدائر هناك فقام نظام الأسد باعتقاله واحتجازه في مراكز اعتقاله السرية لمدة ثلاث سنوات ونصف تعرض خلالها للتعذيب الوحشي. وبقي في المعتقل من 3 أكتوبر 2012 حتى 1 أبريل 2016.
حصل داوز على درجة البكالوريوس في الهندسة الكهربائية من جامعة تكساس في أوستن في عام 2005 وبعد ذلك حصل على درجة الماجستير في نفس التخصص من جامعة كورنيل في عام 2008.
ثم اختار العمل بمهنة ثانية كمصور صحفي مستقل في ساحة المعركة. شارك في توثيق الحرب الأهلية الليبية الأولى وأيضا في تقديم الإغاثة الطبية وغيرها من أشكال الدعم لليبيين الأحرار المقيمين داخل البلد.
قرر داوز بعد الحرب الأهلية الليبية الأولى السفر إلى سوريا حيث كان ينوي العمل في تقديم الإغاثة الطبية وتوثيق الفظائع الجارية، لكن بعد فترة قصيرة من عبوره الحدود من تركيا إلى سوريا قام نظام الأسد باختطافه في 3 تشرين الأول/أكتوبر 2012 واحتجزه في سجونه حتى 1 نيسان/أبريل 2016.
قال داوز:
“كانوا خلال هذا الوقت يستجوبوني بشكل مستمر ويعذبوني بوحشية. و بالإضافة إلى الأشياء الرهيبة واللاإنسانية التي مارسوها بحقي، شاهدت جرائم أخرى فظيعة أرتكبوها بحق المحتجزين الآخرين. كانوا يعذبون الأطفال، وكان الناس يموتون من سوء المعاملة. كانت إبادة ممنهجة للمعارضة.
تعرضت للتعذيب الوحشي أثناء فترة اعتقالي في سوريا. اتهموني بأنني عميل لوكالة المخابرات المركزية، و ضربوني على الاقدام وقيدوني بالسلاسل إلى الحائط في أوضاع مجهدة لعدة أيام في كل مرة… و حتى انه في احد المرات تم تقيدي لفترة طويلة لدرجة أنني فقدت القدرة على التحدث لمدة 6 أسابيع كاملة. كنت كلما حاولت التحدث يرتجف فمي و تختلط الكلمات ببعضها البعض. تعرضت للإغراق الجاف كانوا يعلقونني على القضبان بحيث لا استطيع لمس الارض الا بأصابع اقدامي فقط. لم اكن أستطيع التنفس إلا إذا وقفت على أطراف أصابع قدمي وهو وضع لا يمكن لأحد القيام به لفترة طويلة، وبمجرد أن أضعف كنت أفقد القدرة على التنفس. لقد قاموا بتشويهي بوحشية ايضا. فقدت جزء كبير من قدمي اليمنى وهي الآن مرقعة بنسيج جلدي. لقد فقدتها اثناء تعرضي للضرب بقطعة انبوب تمديدات كهربائية. التهبت قدمي بسبب الضرب وتورمت بشكل رهيب ومات الجلد و تحلل الجرح. كانت رائحته كريهة في زنزانتي وشكل خطراً على حياتي.
وهذا لم يكن سوى جزء قليل من الأشياء التي تعرضت لها حيث كان هناك العديد من الأشياء الأخرى مثل أنهم حرموني من البطانيات في زنزانة باردة متجمدة وكنت أبقى مبلل بالماء باستمرار لعدة أيام بالإضافة إلى الضرب المستمر الذي لا ينتهي. ومع ذلك لا أستطيع القول صراحةً أنني كنت اتلقى المعاملة الأسوأ بين السجناء حيث كانت طرق التعذيب التي رأيتهم يمارسونها على الآخرين في كثير من الحالات أسوأ بكثير. رأيت سجناء يتعرضون للاغتصاب في الممر، حتى أنني رأيت أطفالا يتعرضون للتعذيب.
ما زلت أواجه صعوبة في تصديق بعض الأشياء التي رأيتها ولكنها مع ذلك ستبقى تلمع في ذاكرتي إلى الأبد. وأمل من خلال مشاركة شهادتي لما حصل في السجن والجرائم المرتكبة ليس فقط بحقي ولكن بحق السوريين ايضا أنه يمكنني أن أحدث بعض التغيير الإيجابي وأن أخفف من بؤسهم.
لا أرى بأن ما حدث لي كان قصتي بل كانت قصة سورية وكنت أنا وسيلة لأخبار هذه القصة. وآمل بأن تكون تجربتي قد منحتني القوة لمحاربة الشرور العظيمة التي شهدتها هناك عن طريق الادلاء بشهادتي.”